منهج التربيــة التشكيليــة مرحلـة التعليم الابتدائي
تقديم المـادة:
الفنون
التشكيلية هي لغة الأشكال والألوان التي تساعد على التعبير والتواصل، وفهم وقراءة وإنتاج الرسائل المرئية
بواسطة اللغات الخاصة بفن الرسم والتلوين، وفن التصميم، كما
تساعد على اكتساب ثقافة جمالية في عدة ميادين تخص الفنون التشكيلية،. كما تنمي
الأحاسيس والمشاعر الذاتية لممارسها، مما يجعله متفتحا على العالم الحسي، ومنسجما
مع ذاته ومع مختلف الأحاسيس المتمثلة في التعبيرات الفنية التشكيلية.
إن الفنون
التشكيلية تنمي الأحاسيس وذكاء المنتج و المتلقي، كما تساهم في التكوين الثقافي و
الاجتماعي. وترقي الذوق الجمالي والإبداع الفني خاصة من خلال إنتاج التحف الفنية
المختلفة أو الاستمتاع بها.
وحتى تكون الفنون التشكيلية فعالة في ميدان التربية لابد
من:
- التركيز على الفنون التشكيلية المتفتحة على الإبداعات
والتحف الفنية الموجودة في المحيط الفني والثقافي الذي يعيش فيه ممارسها أو
المستمع بها، والاحتكاك بها من خلال الزيارات المباشرة للمبدعين وللأماكن الثقافية
والفنية.
- توفير الجو المناسب على الإبداع الفني، من خلال تمكين
دارسي الفنون التشكيلية من مبادئ اللغة التشكيلية ومختلف أشكال التفكير الإبداعي،
وذلك بإعطاء المعارف الضرورية التي تساعد على إنجاز الأعمال الفنية المبدعة.
1. 1 غايات التربية
التشكيلية في مرحلة التعليم الابتدائي
غاية التربية
الفنية التشكيلية في هذه المرحلة تهدف إلى تطوير الانتباه على مستوى التعبير
والإدراك، الإبداع والتخيل وكذلك حبّ الاطلاع والاستقلالية والحس النقدي والملاحظة
لفهم العالم المحيط بهم والتفكير بأنفسهم والتأقلم مع الوضعيات الجديدة من خلال
استعمال لغات مرئية و يعني ذلك:
- اكتساب خبرات العالم والتعبير عن الخبرات الذاتية.
- تطوير أنماط فكرية عامة، كالتحليل والتركيب والتنسيق
المنطقي والتفكير الإبداعي ...
- تنمية الحس
الوطني عن طريق الوعي بالأصالة والتراث للشخصية الوطنية ثم التوسع شيئا فشيئا نحو
عالم ثقافي أكثر أتساعا، في الحاضر والماضي للثقافة الوطنية والعالمية والتوجه نحو
بلورة ثقافة جديدة في أفاق المستقبل. وتساهم في بناء اللغة، وتطوير المواقف المراد
تبليغها وتكوين أحكام والتعبير عنها، وتسيير الوقت، وحل المشكلات، مما يساعد
المتعلمين على اكتساب كفاءات، في إطار القيم الجمالية التي تمكنهم من شق طريقهم في
ميادين الحياة العملية كمواطنين عاملين ومنتجين في المستقبل، فخورين بانتمائهم
لوطنهم وأمتهم.
1. 2 مساهمة المادة في التحكم في المواد الأخرى
تساهم
التربية الفنية التشكيلة في تحقيق الملمح الشامل، وذلك بتعليم و تعلم التقنيات
التعبيرية المرتبطة باللغة التشكيلية، وبالقيم والعوامل التاريخية، إضافة إلى
العوامل المحلية والعالمية والبيئية والصحية، خاصة إذا أتيحت الفرصة للمتعلمين؛
لتطوير كفاءاتهم والتحكم فيها، من خلال تعلمات وفق ما يتطلبه العصر من تحديات في
المجالات الإبداعية و الابتكارية، في شتى الميادين الفنية والفكرية و العلمية و
التكنولوجية. و ذلك بتمكينهم من الحصول على المعرفة الفنية، و مواكبة المستجدات
العالمية، و الإلمام بموروثهم الحضاري لامتهم العربية والإسلامية والأمازيغية
والتوسع شيئا فشيئا نحو التراث العالمي؛ لبلورة ثقافة جديدة في المستقبل.
1.
3 طبيعة الموارد
والمعارف المجنّدة
مواكبة للمستجدات العلمية في مجال
التربية، تبنّت عملية إعادة كتابة المناهج المقاربة بالكفاءات، وفق ما نصّ عليه
القانون التوجيهي للتربية (يناير 2008). لذا اعتمدنا في بناء منهاج التربية
الفنية التشكيلية لمرحلة التعليم الابتدائي على تحديد ملامح التخرج، التي انبثقت
عنها مختلف الكفاءات ( الشاملة، والختامية، والعرضية).
وقد
هيكلنا المادّة في ميدانين: الرسم والتلوين ، وفن التصميم المتعلّق بالمهارات
الفكرية والتطبيقية وتطوير المواقف في مجال المعرفة التربوية، ومجال المعرفة التعلمية.
·
المجال
المعرفي التربوي
أ ـ المعرفة المفاهيمية في مستوى
التعبير المرتبط بالمهارات العقلية: (الفهم والتصور) ؛
ب ـ المعرفة العملية في مستوى التعبير
التشكيلي المرتبط بالمهارات التطبيقية: ( الإبداع والإنتاج) ؛
ج ـ المعرفة الوجدانية في مستوى
الاتصال و الحكم المرتبط بالمواقف: ( النقد والتذوق ).
·
الميدان
المعرفي التعلمي
الرسـم:
العناصر
التشكيلية: النقطة، الخط، المساحة، اللون، الكتلة.
التركيب الفني
الخامات: تقنيات الخامات الطبيعية
والاصطناعية ( الطين، الصلصال، القطن، الصوف، العجين الملون، الورق المقوى،
الأسلاك المعنية).
التقنيات: اللطخ، التهشير، الشفافية...
علم الألوان: الألوان الأساسية و الثانوية،
الألوان الحارة و الباردة.
الثقافة
الفنية: فن الحرفي، القيم الجمالية: الحركة،
الإيقاع، النظام، الوحدة و التنوع...
التصميم
الفني:
منظور ذو نقطة تلاشي واحدة، و فن
الزخرفة: الهندسية، النباتية و الحيوانية...
الخط العربي: الخط الكوفي الهندسي.
ومن هذا المنطلق جاءت برامج التربية الفنية التشكيلية؛ الخاصة بالتعليم الابتدائي من أجل تمكين المتعلمين من الكفاءات الأساسية التي تؤدي بهم إلى التنوع في الأفكار والحلول في ميادين الحياة. ولتجسيد ما جاء في برامج هذه المرحلة، ينبغي على المعلمين أن يكونوا على دراية بالتربية وعلم النفس والمستجدات، لاسيما منها المتعلقة ببداغوجيا المقاربة بالكفاءات، وعالم الفنون التشكيلية وطرائق التقويم: التشخيصي والتكويني والتحصيلي.
تعليقات