القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

منهج الريـاضيـــات مرحلـة التعليم الابتدائي

منهج الريـاضيـــات
 مرحلـة التعليم الابتدائي

. تقديم المادّة: الرياضيات وسيلة لتكوين الفكر، وأداة لاكتساب المعارف. فهي تساهم في نموّ قدرات التلميذ الذهنية وتشارك في بناء شخصيته ودعم استقلاليته وتسهيل مواصلة تكوينه المستقبلي. كما تمكّن التلميذ من اكتساب أدوات مفهوماتية وإجرائية مناسبة تمكّنه من القيام بدوره بثقة وفاعلية، في محيط اجتماعي تتزايد متطلّباته أكثر فأكثر، وفي عالم شمولي يتحوّل باستمرار. وهذا يعني أنّها تضطلع بمهمّة تكوين العقل الناقد وتمليكه أدوات ومقاييس الحكـم، ومفاهيم الصحيح والخطأ المجرّدة .
إنّ الرياضيات حاضرة - أكثر من أي وقت مضى- في المحيط الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي والثقافي للإنسان، وهي تأخذ أهمّيتها النسبية من مجتمع لآخر، تبعاً لتقدّم هذا المجتمع وتطوّر حياته التي تحتاج لكثير من الأمور، كالاستدلال والقياس والترتيب وحساب الكميات والمقادير (المدد والمسافات والمساحات والحجوم والكتل) وغيرها، وهو ما يجعل تعلّمها أساسيا لكلّ فرد.
وعلى الرغم من محافـظة الرياضيات على مسلّمـاتها القائمة منذ القدم، فإنّها قد واكبت التطوّرات العلمية والتقـنية المعاصرة، وساهمت في تطوير العلوم الحديثة من إعلام آلي، وطبّ وعلوم طبيعية، واقتصاد، ومواصلات واتصالات.
وبناء عليه، تعتبر الرياضيـات بحقّ العمود الفقـري لتطوّر العلوم على اختلاف أنواعها وشُعَـبها، إذ لا نكاد نتصور ازدهارا معتبرا في أيّ من هذه الميادين دون أن يكون للرياضيات نصيب في ذلك. إنّها تساهم مع المواد الأخرى في تحقيـق ملمح التلميذ، ويرمي تدريسها إلى تمكينه من اكتساب كفاءات قابلة للتحـويل إلى مختلف المجالات ( المواد الأخرى، الحياة اليومية)، لذلك ينتـظر من تعلّم الرياضيات تحقيق غرضين اثنـين، أحدهما ذو طابع تكويني ثقافي،  والآخر نفعي.
تبرز أهمّية الرياضيات في التعليم الابتدائي انطلاقا من كونها أحد التعلمّات الأساسية لها ولبقيّة العلوم. لذا يجب ألاّّ يكون تعليمها ذا طابع انتقائي، ولا سببا في فشل التلميذ في دراسته.
1.1 غايات تدريس الرياضيات في التعليم الابتدائي
يتمحور منهج الرياضيات في التعليم الابتدائي حول حلّ مشكلات في مختلف الميادين، والذي يتطلب دراسة منظّمة للأعداد (التعداد العشري، الحساب) وللأشكال (علاقات متعلّقة بالفضاء) ولبعض المقادير وقياسها. وفي هذا الصدد، لا تُبنى المفاهيم المتعلّقة بهذه المحاور لذاتها، بل كأدوات فاعلة لحلّ مشكلات.
وفي هذا الإطار، يمكن صياغة غايات تدريس الرياضيات في النقاط الآتية:
- تنمية العقل الناقد لدى المتعلّم، وتمليكه أدوات ومقاييس الحكم، ومفاهيم الصحيح والخطأ؛
- تأهيل المتعلّم لمواجهة متطلّبات الحياة العصرية وحلّ المشكلات التي تعترضه، بمنهجية تتّصف بالعقلانية والموضوعية؛
- المساهمة في بناء شخصية المتعلّم، وتوسيع ثقافته، ودعم استقلاليته، وتسهيل مواصلة تكوينه المستقبلي.
2.1  مساهمة المادّة في تحقيق الملح الشامل
تتضمّن الكفاءاتالعرضية المساعي الفكرية والمنهجية المشتركة بين مختلف الموادّ التي نسعى إلى جعل المتعلّم يكتسبها أثناء مساره الدراسي. والرياضيات- كباقي المواد- تسهم في تحقيق بعض الكفاءات العرضية إسهاما مباشرا، وبشكل غير مباشر بالنسبة لبعضها الآخر.
فتعلّم الرياضيات في الابتدائي، يقوم على البحث والاستكشاف، والملاحظة والتجريب والتحليل، والاستدلال والتبرير والنقد والتخيّل وتشجيع الفضول العلمي، والاستعمال الفعّال للتكنولوجيات الحديثة.
أمّا في المجال المنهجي، فإنّ الرياضيات تعمل على إكساب التلاميذ استراتيجيات العمل الفعّال، كالتخطيط وتنظيم المعطيات وجمعها وتصنيفها، وتجنيدها في حلّ مشكلات وتحويلها إلى مواقف معيشية.
تنمو قدرات التلميذ على البحث والتجريد والاستدلال والتبرير وتتطوّر أثناء فترات العمل الفردي أو الفوجي أو الجماعي، وكذا في فترات التبادل ومواجهة الأفكار أثناء بناء التعلّمات. لذلك ينبغي ألاّ يطغى التدريب (الذي يعتبر ضروريا لتثبيت بعض المعارف وجعلها سهلة المنال) على المرحلة الأساسية التي يتمّ خلالها بناء المعارف من قبل التلاميذ.
كما ينبغي أن تُعطى أهمّية للمعالجة اليدوية لأشياء ملموسة في الأنشطة المقترحة على التلاميذ لمساعدتهم على وضع تصوّرات لوضعيات تعتمد سندا كتابيا، يمكن في السنتين الأولى والثانية الارتكاز على ألعاب أو على تجارب تتحقّق فعلا بأشياء ملموسة.
وهذا لا يعني أن المعالجة اليدوية هي التي تشكّل النشاط الرياضي، بل الأسئلة التي تثيرها والنشاط الذهني الذي ينتج عنها. وعلى هذا الأساس أعطيت الأسبقية لحلّ المشكلات في التعلّمات.
وفي مجال القيم والمواقف، يساهم تعلّم الرياضيات في احترام القواعد، والنجاعة والدقة، وترسيخ قيم العدل والإنصاف والتضامن والتعاون والصدق، وتذوّق الجمال، وتعزيز قيم الجد والاجتهاد والمثابرة، والتبادل وتقبّل الرأي الآخــر.
1.       3 توجيهات تتعلّق بطبيعة المعارف والموارد المطلوب تجنيدها
1 . 3. 1 مكانة حلّ المشكلات
إنّ نشاط حلّ المشكلات من صميم تعلّم الرياضيات. وهو معيار أساسيّ للتحكّم في المعارف في كلّ المجالات الرياضية، وهو أيضا وسيلة لضمان امتلاك هذه المعارف والمحافظة على معناها.

عند تعلّم الرياضيات، يعدُّ التلميذ أدوات لحلّ مشكلات حقيقية، ثم يستغلّها بإعادة استثمارها في حلّ مشكلات أخرى.
إنّ معظم المفاهيم المدروسة في الميادين الأربعة المهيكلة للمادّة (الأعداد والحساب، الفضاء والهندسة، تنظيم معطيات، المقادير والقياس) في التعليم الابتدائي، يمكن أن تبنى بفضل نشاطات مختارة، كأدوات وجيهة وفعّالة لحلّ مشكلات، قبل أن تدرس هذه المفاهيم لذاتها وتوظّف في وضعيات أخرى.
ينبغي أن تمكّن الوضعيات الإشكالية المختارة التلميذَ من الوعي بعدم كفاية معارفه وإجراءاته وبعدم فاعليتها، والإحساس بالحاجة إلى بناء معارف جديدة وإجراءات أكثر فاعلية. مثلا: مشكل عدّ عناصر مجموعة ناتجة عن ضمّ مجموعتين معروفتين، يمكن حلّه بالعدّ واحدا واحدا، ثمّ بالعدّ التكميلي، وفي الأخير بتقنيات الجمع (حسب مجالات الأعداد المستعملة).
كذلك أيضا بالنسبة لحلّ مشكلات للبحث (أي تلك التي لم يسبق للتلميذ استكشاف طرق حلّها)، إذ يسمح له باللجوء إلى إجراءات شخصية، يعتبر شرحها والتبادل حولها لحظات أساسية في النشاط الرياضي. كما ينبغي أن تشكّل  الوضعيات المقترحة إشكالية حقيقية للتلميذ تتطلّب منه البحث لإعداد إجابته.
من خلال هذه الأنشطة، يشرع التلميذ في تطوير قدراته على البحث والشرح والتعليل والاستدلال. لذا فمن الضروري أن يولى اهتمام خاصّ بمحاولات التلاميذ وأخطائهم ومنهجياتهم في العمل، واستغلالها أثناء المناقشة.
تمكّن هذه الوضعيات من العمل على تنمية وترسيخ إستراتيجية حلّ المشكلات، والتي تتضمّن:
-  تحليل تعليمة؛
-  الشروع في تنفيذ سيرورة شخصية وإتمامها؛
 - عرض حال شفهي للخطّة المستعملة باعتماد منتوج (ورقة البحث، شيء مبني .....
 - القبول بوجود إجراءات أخرى ومحاولة فهمها؛
 - تحرير إجابة؛
 - محاولة فهم حلول أخرى؛
-  تشخيص الأخطاء ومحاولة فهم مصادرها (أخطاء في السيرورة ، أخطاء في تنفيذ السيرورة) ومحاولة تصحيحها.
ولا تُنمّى هذه الخطوات لذاتها، بل يبقى حلّ المشكل المطروح هو الهدف الأساس.
1 . 3. 2 التعبير المتداول والتعبير الرياضي
يستعمل التلميذ أثناء التعلّمات الرياضية اللغة المألوفة، ثمّ يشرع في اكتساب التعبير الرياضي تدريجيا (المصطلحات، الرموز...).
تساهم الرياضيات، إلى جانب المواد الأخرى، في تطوير الكفاءات اللغوية (شفهيا وكتابيا) عند التلميذ، مع أخذ خصوصيات التعبير الرياضي بعين الاعتبار.
في السنة الأولى، تُقترح الأنشطة الرياضية في غالب الأحيان شفهيا، انطلاقا من وضعيات تعتمد أدوات ملموسة. الأمر الذي يمكّن التلميذ من المعالجة اليدوية قصد البحث عن إجابة للسؤال المطروح، ويمكّن المعلّم من جعل التلاميذ يتحقّقون تجريبيا من الحلول المقترحة. كما يمكن أيضا وصف هذه الأنشطة شفهيا مع تدوين (أو عرض) العناصر التوضيحية الهامّة على السبورة.
ويمكن للمعلّم في بعض الحالات اقتراح وضعيات تعتمد سندا كتابيا، ولكن، ينبغي للمعلّم أن يسهر على ألاّ تشكّـل صعوبات القراءة عائقا لفهم الوضعية، وبالتالي تعرقل شروع التلميذ في سيرورة الحلّ. وفي كلّ الحالات، فإنّه من الضروري مطالبة عدّة تلاميذ بإعادة الصياغة الشفهية للتعليمات والعمل المطلوب- بتعبيرهم الخاص – قصد تسهيل الفهم.
بعد عمل بحث (فردي أو جماعي) للتلاميذ، ينظّم المعلّم فترة الحوصلة الجماعية، وشرح الخطط والنتائج المختلفة، وتبادل مبرّرات ثباتها. تجرى هذه الفترة أساسا بصفة شفوية، ويسهر المعلّم خلالها على ترك التلاميذ يعبّرون بصفة تلقائية قبل مطالبتهم بتعبير أكثر صرامة.
إنّ تدريس الرياضيات، يمكّن- ابتداء من التعليم الابتدائي- من وضع مصطلحات دقيقة. وقد تكون بعض التداخلات بين " كلمات رياضية" و "كلمات مألوفة" مصدر لبس. وعلى سبيل المثال، الكلمتان: " رقم" و "عددتستعملان بالمعنى نفسه في اللغة المألوفة، وبمعنيين مختلفتين في الرياضيات. لذا تستغلّ كلّ
 الفرص مع التلاميذ لإظهار هذه الاختلافات بين الكلمات.


للتحميل بصيغة  pdf     اضغط  هنا 
للتحميل بصيغة  word  اضغط  هنا 


تعليقات