منهج التربيــة
المدنيــة
مرحلـة التعليم الابتدائي
تقديم المادّة: تساهم التربية المدنية في التعليم الابتدائي في تكوين المتعلّم على
المواطنة، وإعداد الفرد للحياة إعدادا يؤهّله للعـيش
كمواطن يشعر بمسؤوليته، ويعي التزاماته تجاه
مجتمعه، و يساهم في بنائه، فيكتسب قيم الهوية، والقيم الروحية
والمواطنة التي تربط التلميذ بمجتمعه
ووطنه، والتي يتعيّن على المدرسة تكريسها لدى المتعلّمين قصد معايشتها داخل المدرسة وخارجها، حيث يبدأ المتعلّم في
ممارسة ما له من حقوق، ويؤدّي ما عليه من واجبات، وينمّي
قدرته على التكيّف
مع الوضعيات الحياتية المطروحة في محيطه الاجتماعي.
1.1 غايات المادّة
في هذه المرحلة: ترمي مادّة التربية المدنية في مرحلة التعليم الابتدائي في إطار
إعداد مواطن الغد إلى تحقيق غايات التربية على المواطنة في إطار تعلّم السيران الديمقراطي في الحياة الاجتماعية
وتكريس قيم بناء المواطنة من خلال:
- تنمية الحسّ المدني لدى المتعلّمين وتنشئتهم
على قيم المجتمع، كالتسامح واحترام الغير، والتضامن بين المواطنين؛
- ترقية قيم الجمهورية ودولة القانون، والتعلّق
بالوطن والتفتح على العالمية؛
- منح تربية تنسجم مع حقوق الطفل وحقوق
الإنسان؛
- تنمية ثقافة ديمقراطية لدى التلاميذ
بإكسابهم مبادئ النقاش والحوار، وقبول رأي الأغلبية، ونبذ الميز العنصري والعنف،
- تنمية معرفة واحترام المؤسّسات
الوطنية (المؤسّسات الديمقراطية للجمهورية الجزائرية) والهيئات الدولية والإقليمية.
2.1 مساهمة المادّة في
تحقيق الملمح الشامل: ترتبط التربية المدنية -
بحكم طبيعتها- بالسلوك والمعاملات الاجتماعية. فهي تكوّن المتعلّم على العيش في
محيطه الاجتماعي بشكل مسؤول تجاه ذاته
وغيره، من خلال
تنمية المواقف الإيجابية المبنية على احترام الرموز الوطنية، ومؤسّسات الجمهورية، والتراث
الوطني والقيم الاجتماعية والإنسانية، وخدمة الصالح
العام، والالتزام بقواعد الصحّة والاستهلاك، والوقاية والأمن،
وحماية التراث، ومعرفة قواعد
الحياة الجماعية، والتعبير عن تفاعله الإيجابي في محيطه الاجتماعي، واحترامه للرموز
الوطنية.
3.1 طبيعة الموارد المجنّدة: تستمدّ الموارد
والمعارف المسخّرة في المنهاج لبناء الكفاءات المستهدفة طبيعتها من طبيعة مادّة التربية
المدنية ذاتها، والتي تتميّز بخصائص ׃
- ارتباط مفاهيم المادّة بالمحيط العامّ الذي يطبع الحياة اليومية بسلوك ذي
طابع مدني يبرز من خلال التواصل وتتبادل المنافع؛
- مساهمتها في تكوين شخصية المتعلّم، إذ تحثّ على التفكير والسلوك، وتربط المعرفة
بالقيم والممارسات اليومية في كلّ ميادين الحياة؛
- التفتّح على العصر، والسعي للإلمام بكلّ مستحدث نافع في ميادين العلوم المختلفة؛
- مراعاة جوانب التكامل والانسجام بينها و بين المواد التعليمية الأخرى في المدرسة؛
- تعمل على تهيئة المتعلّم لتحمّل المسؤولية والقيام بما
عليه في محيطه وفقا لمؤهّلاته، فيكون عنصرا فاعلا يتصرّف بوعي واستقلالية
ومسؤولية.
هذه الخصائص العامّة
التي تطبع الموارد والمعارف المدرجة في البرنامج، وتصنيفها في ثلاثة ميادين مهيكلة
للمادّة تماشيا وخاصّيتها الإبستمولوجية، وخصائص نموّ المتعلّمين في كلّ مستوى، وهي:
– الحياة الجماعية؛
–
الحياة المدينة ؛
– الحياة
الديمقراطية والمؤسّسات.
وقد كان انتقاء الموارد
والمعارف الخاصّة بكلّ سنة من سنوات المرحلة الابتدائية على ضوء الكفاءات المستهدفة
في البرنامج، باعتبارها تشكّل وسيلة من وسائل بناء الكفاءة، وليست هدفا في حد ذاتها.
فحجم المعارف والموارد في هذه الحالة يدخل كعنصر من العناصر المشكّلة للكفاءة،
يمكن أن يتقلّص أو يزيد حسب حاجة الكفاءة. كما يمكن أن ينتظم
في أشكال من الوضعيات التعلّمية تماشيا ومستلزمات الكفاءة محلّ النماء.
وعليه، ينبغي النظر إلى الموارد والمعارف المدرجة
في كلّ برنامج بمنظور الوسيلة، وليس بمنظور الغاية، ومن ثمّ تغيير الممارسة البيداغوجية،
وتكريس نشاطات التعليم لبناء الكفاءات، بدل حشو الأذهان بالمعلومات.
3.1 مساهمة المادة في التكامل مع المواد الأخرى
تأخذ مادّة التربية
المدنية مفاهيم المواد التعليمية الأخرى بعين الاعتبار، و تدرج في نشاطاتها التعلّمية معارف مشتركة بين هذه
المواد، بوساطة التعليم المحوريّ، مراعية في ذلك جوانب التكامل والانسجام في
المفاهيم والقيم، وفي الأهداف المنتظرة:
- اللغة العربية: تمثّل التربية المدنية موردا من الموارد التي تعزّز مكتسبات التلميذ اللغوية وتثريها بمصطلحات تخصّ الحياة المدنية
والسياسية والحياة الاجتماعية؛
- التربية العلمية: ترتبط مادّة التربية المدنية
بالتربية العلمية من حيث المفاهيم المتعلّقة بالبيئة والصحّة؛
- التاريـخ: تتناول التربية المدنية
مفاهيم ترتبط بالتاريخ، وتثريه من حيث مفاهيم تخصّ الدولة ونظام الحكم ؛
- الجغرافيا: وترتبط بالتربية المدنية من حيث مفاهيم الفضاءات المكانية، ومفاهيم
التجمّعات السكّانية ؛
- التربية الإسلامية: وتتكامل مع التربية المدينة في بناء شخصية المتعلّم،
وتهذيب سلوكه بالرجوع إلى نصوص يتضّمنها
الدين الإسلامي الحنيف، وبتناول مفاهيم نفسها تساهم في تربية الفرد في تعاملاته في
المجتمع، إذ أنّ " الدين المعاملة ".
تعليقات