منهج اللغــة العربيــة
مرحلـة التعليم الابتدائي
تقديم المادة :
تحظى اللغة العربية بمكانة متميّزة في منظومتنا التربوية، باعتبارها اللغة الوطنية الرسمية ومكوّنا رئيسا للهوية الوطنية، ولغة التدريس لكافّة المواد التعليمية في المراحل الثلاث، فهي بذلك كفاءة عرضية.ولذلك فإنّ التحكّم فيها هو مفتاح العملية التعليمية/التعلّمية، وإرساء الموارد وتنمية الكفاءات التي تمكّن المتعلّم من هيكلة فكره، وتكوين شخصيته، والتواصل بها مشافهة وكـتابة في مختلف وضعيات الحياة اليوميـة.
1.1 غايات المادة في مرحلة التعليم الابتدائي: يهدف تدريس اللغة العربية أساسا إلى إكساب المتعلّم أداة التواصل اليومي، وتعزيز رصيده اللغوي الذي اكتسبه من محيطه الأسري والاجتماعي مع تهذيبه وتصحيحه. ونظرا لمكانتها العرضية كلغة تدريس في المنظومة التربوية، فاكتساب ملكتها ضروري لاكتساب تعلّمات كلّ المواد الدراسية والنفاذ فيها.
لذا، فإنّ منهج اللغة العربية في هذه المرحلة يركّز على التعبير الذي لم يأخذ مكانته اللائقة في المناهج السابقة، إلى جانب الاهتمام بالاستماع، نظرا لدوره الأساسي في هيكلة الفكر وصقل الشخصية، وكأساس ينبني عليه الفهم الذي يمثّل مفتاح النفاذ في كلّ التعلّمات، وقـاعدة لبناءكفاءة للتواصل التي طالما أُهملت في منظومتنا التربوية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اللغة العربية في هذه المرحلة تغذّي البعد الثقافي والوجداني، وتغرس قيم الأمّة الجزائرية.
وفي ميدان فهم المكتوب، وبعد التحكّم في الحروف خلال الطور الأوّل، تركّز المادّة على قراءة نصوص متوسّطة الطول، مشكولة جزئيا، قراءة صحيحة بتنغيم مناسب، حسب ما تقتضيه أنماط النصوص ومقامها، وفهم معناها العامّ، ، والتعرّف على خطاطات أنماط النصوص والتمييز بينها، وفهم التعليمات، وبناء الحكم الشخصي، وتذوّق الجانب الجمالي فيها بالتفاعل معها، والتدريب على استعمال القاموس اللغوي.
وفي ميدان الإنتاج الكتابي، تسعى المـادّة إلى إكساب التلميذ فنّيات كتابة نصّ منسجم معنى وبنية، والوصول به إلى جعل اللغة العربية أداة طيّعة لديه، ووسيلة تفكيره وتعبيره اليومي.
وعلى هذا الأساس، تتولّى اللغة العربية مهمّة إرساء الرصيد اللغوي ودعمه لدى المتعلم، وذلك قصد تحقيق الملكة اللغوية المهيكلة لفكره، والمنهجية التي تمكّنه من التحليل والتركيب، والاستنباط والاستقراء.
وعليه، فإنّ المدرّس مطالب بتغيير أساليب ممارسته التعليمية داخل القسم، فيعتمد طرائق التعلّم عوض التعليم، وهذا يقتضي منه تحيين معارفه في مجال تعليمية اللغات.
2.1 مساهمة المادة في تحقيق الملمح الشامل: لا يتحقّق الملمح الشامل بصفة فعّالة إلاّ كان المتعلّم متمكّنا من لغة التدريس. ولا يكون ذلك إلاّ بالتحكّم في ميادين اللغة الأربعة: فهم المنطوق (أو المسموع)، التعبير الشفوي، فهم المكتوب (القراءة)، التعبير الكتابي. ولا يتأتّى هذا التحكّم إلاّ بالممارسة الفعلية للغة - مشافهة وكتابة- في التعبير عن الأفكار والمشاعر والخبرات، باستعمال لغة عربية سليمة. وبهذه الصفة تساهم في تحقيق الملمح الشامل للمتخرّج من التعليم الابتدائي.
1. 3 طبيعة الموارد المجنـدة: لم تعد المدرسة المصدر الوحيد للموارد التي يكتسبها المتعلّم، بل يمكن أن يستقـيها أيضا من محيطه الاجتماعي، لا سيما من وسائل التواصل الحديثة. وعلى هذا الأساس، فهو يملك موارد شخصية كـالمهارات والقدرات؛ وموارد خارجية هي بمثابة روافد تساهم في بناء تنمية الكفاءات وتنميتها. ولتفعيل ذلك يجند المتعلم موارده اللغوية من نحو وصرف وإملاء، والثقافية المتنوّعة التي تهيكلها نصوص مناسبة من أنماط مختلفة تعكس القيم والمفاهيم المقررة في المنهاج. إلاّ أنّ خصوصية الطور الأوّل من التعليم الابتدائي تقتضي التركيز على إرساء أسس اللغة، وهي قراءة الحروف وكتابتهـا.
4.1 مساهمة المادة في التحكم في المواد الأخرى: اللغة العربية في المدرسة الجزائرية كفاءة عرضية (كما سبق الذكر) لكونها لغة التدريس في المراحل التعليمية الثلاث. والتحكّم في اللغة أساس التحكّم في المواد الدراسية الأخرى، التي تساعد على إثراء جوانب معرفية متنوعة لدى المتعلّمين، وتمكّن من تنمية كفاءات عرضية في مجال الفكر والثقافة، والمنهجيات، والتواصل الاجتماعي والفردي. فعـن طريـق اللغة يستوعب المتعلّمون المفاهيم الأساسية، ويعبّرون عمّا لديهم من أفكار في تفاعل مشترك مع المواد الدراسية المقرّرة. ومن ناحية ثانية فإنّ الموادّ الأخرى تساهم مساهمة فاعلة في إثراء الرصيد اللغـوي للتلميذ وتمكّنه من توظيف مختلف المفاهيم في وضعيات مناسبة.
لتحميل بصيغة pdf اضغط هنا
لتحميل بصيغة word اضغط هنا
تعليقات