منهج التربيــة
العلميــة والتكنولوجية
مرحلـةالتعليم الابتدائي
تقديم المادّة وغاياتهافي
مرحلة التعليم الابتدائي: إنّ إدراج مادة التربية العلمية والتكنولوجية في
جميع مستويات التعليم الابتدائي، كان بغرض تحقيق غايات تستهدفها منظومتنا التربوية،
لمسايرة التطوّر المتسارع للحياة في شتّى المجالات. وهذايتطلّب تنشئة الأجيال على التكيّف
مع الحياة العصرية المشبعة بالابتكارات التكنولوجية، إذ "يتميّز العالم اليوم
بالتوسّع اللاّمتناهي وتجديد المعرفة. لذا، فقد أصبح لزاما علينا أن نتّجه نحو الاستثمار في الذكاء".
[
القانون التوجيهي للتربية] .
منغايات تدريسمادّة التربيةالعلمية والتكنولوجية،
تمكين" التلميذمنالحصولعلى تربيةملائمة، وتوسيع إدراكه لجسمه، وللزمان
والمكان والأشياء، وتنمية ذكائه وشعوره، ومهاراته اليدوية والجسمية والفنّية".
[القانون
التوجيهي للتربية] . ويتحقّق
ذلك بـ:
-
ممارسة أنشطة ذات طابع استكشافي وعملي،
لتزويدهم بالقدر المناسب من الحقائق والمفاهيم العلمية وتنمية اتّجاهاتهم نحو
التفكير العلمي (الموضوعية، الاستدلال و تقديم الحجة، التفكير الابتكاري )؛
-"
تكوين الفكر الناقد عن طريق التوجه وبقناعة نحو الاستعمالات الإيجابية للعلم"[
القانون التوجيهي للتربية]؛
-"الحصول
على ثقافة علمية وتكنولوجية تؤهّله للاندماج في العالم الحديث للعلم والتكنولوجيا".
[القانون التوجيهي للتربية]
- امتلاك معرفة ذاتطابع علميتساعدهعلىبناء تصورات
صحيحة وتمثلالظواهرالمحيطةبه بأكثر موضوعية وعقلانية، تكون مبنية على استكشاف
محيطه المادي والتكنولوجي والعالم الحي؛.
- تنمية قدرات التلاميذ المتعلقة بالمسعى
العلمي، مثل الملاحظة، التساؤل، صياغة
الفرضيات، واخـتبارها عن طريق التجريب أو تحليل وثائق، التعميم والتنبؤوتوظيفه في حلمشكلات
تتعلق بصحّته وبيئته.
إنّ اكتسابالمعرفةالمبنيةعلى استكشاف المحيط،
تحليل الظواهر الطبيعية، التعامل مع الأدوات التكنولوجية والمواد في المحيط الذي
يعيش فيه، تسمح للتلميذ ببناء متدرج
ومستمر- خلال المسار المدرسي- لجملة من المفاهيم العلمية والكفاءات الأساسية
والمواقف التي تزوده بأدوات مفتاحية للوصول تدريجيا إلى مستوى من
الفهم والتحكّم الفكري والعلمي للعالم المحيط به واكتساب نوع من الاستقلالية لحلّ
مشكلات من الحياة اليومية وبناء الشخصية المتكاملة والواعية.
1.1مساهمة المادّة في تحقيق الملمح الشامل: يتحصّلالتلميذ في مرحلة التعليم الابتدائي على
الحدّ المناسب من الكفاءات العرضية ذات طابع تواصلي، فكري، منهجي، وشخصي اجتماعي
تمكّنه من ممارسة المواطنة. فالتلميذ يكون بمقدوره بناء كفاءاته الأساسية بنفسه
عبر تعلّم عدة مواد من حقول أو مجالات معرفية مختلفة مبرمجة في هذه المرحلة.
سيكتسب من خلالها الكفاءات الخاصّة بالمادّة، والقيم والمواقف، وكذلك الكفاءات
العرضية. وقد ورد ذلك في القانون التوجيهي للتربية:»...تكتمل هذه الكفاءات العرضية
(لمختلفالمواد) بكفاءات تشمل في الوقت نفسه المعارف والطرائق الخاصّة بكلّ مجال من
الموادّ، مثل حلّ المشكلات، التعداد، معرفة الأشكال والعلاقات الفضائية، اكتشاف
عالم الحيوان والنبات، والأشياء التقنية البسيطة، ...الخ«.
2.1طبيعـة المواردالمجنّـدة:الكفـاءات
هي التي تحـدّد طبيعـة المـواردّ المعـرفيـة والمنهجية الضرورية لإرسائها. وقدنظّمتهذه الموارد في ميادين مهيكلة للمادّة، تتمثّل
في:
§ الإنسان والصحّة: لبناء كفاءات لها علاقة بالقواعد العامّة
للمحافظة على الصحّة عن إدراك ووعي؛
§ الإنسان والمحيط : لبناء كفاءات لها علاقة باكتشاف ما يفرزه نشاط
الإنسان، والعمل على احترام القواعد العامّة
للمحافظة على المحيط (نوعية الماء والهواء وترشيد استهلاك الطاقة)
§ المادّة وعالم الأشياء: لبناء كفاءات لها علاقة بالاستخدام الوظيفي
للأدوات التكنولوجية وقواعد الأمن، والتكيّف مع المستجدّات، واكتشاف المواهب، وغرس
روح الإبداع ؛
§ الفضاء والزمن:لبناء كفاءات تتعلّق بالقدرة على التموقع في
الفضاء القريب والبعيد، والتموقع في الزمن (المدة الزمنية، الروزنامات، التوجّه في
الفضاء بوساطة معالم).
وتتحقّق هذه الكفاءات المستهدفة من خلال إرساء الموارد
المعرفية والمنهجية للعلوم المهيكلة: الفيزياء والكيمياء، البيولوجيا،
التكنولوجيا، حيث تبرز على شكل أبعاد تحمل تلك المضامين المعرفية.ونقصدبالأبعاد :
ü البعد الفيزيائي والكيميائي: وهو يمكّن من اكتشاف خواصّ المادّة، وظواهر
العالم الطبيعي(خواصّ الماء في حالاته الثلاث،
الهواء، مصادر الطاقة، المدّة الزمنية)
؛
ü
البعد البيولوجي: وهو يمكّن منالتعرّف على الكائنات الحيّة
وعلاقتها مع أوساط عيشها (الإنسان
والكائنات الحية الحيوانية والنباتية: مظاهر الحياة ’ التنوع ...) ؛
ü
البعد التكنولوجي:الذي يمكّن المتعلّم من التفتّح على التكنولوجيات
التي ساهمت في بناء العالم (استـخدام
أدوات الاستعمال البسيط، مبادئ تطوير أدوات القياس، وصناعة أشياء يميل إليها الطفل).
بالإضافـة
إلى الموارد المعرفية والمنهجية التي توفّرها المادّة الدراسية، هناك موارد أخرى
ذات طابع عـرضي تساهمفيها بقيّة الموادّ التي يدرسها التلميذ في تكامل وانسجام،تخدمملمح
التخرج من التعليم الابتدائي نفسه، نذكرمنها :
-
مساهمة اللغة العربية في اكتساب المتعلّم القدرة على التعبير مشافهة
وكتابة بلغة بسيطة سليمة،عمّا يشاهده من ظواهر حسّية ، كالوصف، تقديم الحجّة
والتعليل والتركيب والاستنتاج ؛
-
مساهمة الرياضيات في دعم قدرته على الاستدلال والمنطق وتوظيف
الأدوات الرياضية من قواعد الحساب وترسيخ مفاهيم، مثل التقدير الكمّي، والقياس،
والمعلمة في الفضاء والزمن ؛
ü
مساهمة الجغرافيا في توفير معارف تخص الأرض وأغلفته المتنّوعة
لتساهم في بناء مفهوم المحيط والبيئة
ü
مساهمة تكنولوجيا الإعلام والاتّصال بما توفّره من موارد متنّوعة ودعائم معرفية على
شكل معارف ومعلومات رقمية، والقدرة على تبادل
هذه المعلومات .
3.1 مساهمة المادّة في التحكّمفي الموادّ الأخرى:تساهمالتربيةالعلميةوالتكنولوجية
في بناء كفاءات عرضية، حيث:
w
تعمل
على إثراء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية، فتساهم في بناء الرصيد اللغوي
للتلميذ؛
w
تضمن
دقّة المفاهيم والمصطلحات، وتوحيد تداولها في بقيّة المواد؛
w
تنمّي
وتطوّرالمسعى العلمي الذي تعتمده مواد أخرى، كالرياضيات والجغرافيا لحلّ مشكلات في
ووضعيات مختلفة وبناء الفكر النقدي؛
w
تساهم
في ترسيخ مفهوميّ الفضاء والزمن(المعلمة في
الفضاء والزمن)في
مادّتيّالتاريخ والرياضيات عند استخدام المعالم الزمنية لتعيين الأحداث التاريخية،
وفي الجغرافيا للتوجّه في الفضاء وتعاقب الليل والنهار، الفصول؛
w
تساهم
في تقدير الكتل، والمدد الزمنية، ودرجة حرارة الجو باستخدام أدوات القياس ووحداته،في
الرياضيات والجغرافيا والتربية البدنيةّ؛
w
تساهم
في تدعيم بعض التقنيات الخاصةبمادّة التربية الفنّية من خلال دراسة خصائص المادّة؛
w
تساعد
علىاكتساب وترسيخ منهجية التخطيط والمتابعة في انجاز المشاريع؛
w
تساهم في دعم
نشاطات التربية البدنية، وتعزيز البعد العلمي في التربية الإسلامية من خلال دراسة
الوظائف الحيوية.
تعليقات