منهــج التاريـــخ
مرحلـة التعليم الابتدائي
تقديم المادّة: التاريخ في التعليم الابتدائي نشاط
تربوي، يرمي إلى إثارة روح الملاحظة لدى المتعلّم وتنميتها وتنظيمها، وفق ما يمكّنه
من التعلّم بالممارسة وبذل الجهد، وذلك قصد فتح
مجال الاستكشاف لديه، والتساؤل عمّا يرى ويسمع من أحداث تاريخية.
في إطار بناء شخصيته في هذه المرحلة من العمر، فإنّ المتعلّم
في حاجة إلى توازن في الذات، ولا يتسنّى له ذلك إلاّ من خلال الرجوع إلى الذاكرة
وسجلّ الماضي للتعبير عن هويّته وأصالتها، وتأكيد بُعد الانتماء الحضاري
والروحي،
بالاعتزاز بالمآثر
والبطولات
الشعبية، فيتمّ توظيف
الماضي
لفهم الحاضر،
وبناء المستقل.
وعليه،
فإنّ برامج
التاريخ في مختلف الأطوار تخصّص مكانة مميّزة للتاريخ الوطني، قديمه وحديثه، لكونه
القالب الذي تتشكّل فيه الهوية الوطنية،
1.1 غايات المادّة
في هذه المرحلة: ليس الغرض من تدريس
التاريخ في هذا الطور المبكّر من التعليم الابتدائي هو سرد الأحداث التاريخية
لمعرفتها وحفظها، بل هو مساهمة في بناء مفاهيم أساسية لدى المتعلّم، كمفهوم
المكان، ومفهوم الزمن، حتّى يتمكّن الطفل من التموقع (في الزمان والمكان).
ومن ثمّ، فإنّ
المادّة تستهدف تحقيق الغايات الآتية:
- بناء الحاسّة
التاريخية لدى المتعلّم، من خلال تنمية قدرته على ضبط معالم تاريخية، وفهم التغيّر
والتحوّل المصاحبين للزمن، وتكوين الاتجاهات والقيم، وإشباع فضوله نحو التاريخ الوطني،
بما يمكّنه من اتخاذ المواقف المناسبة لسنه؛
- ترسيـخ قيم
ثورة أول نوفمبر 1954 ومبادئها
لدى الأجيال الصاعدة، والمساهمة في تخليد صورة الأمّة الجزائرية بتعزيز تعلّق هذه
الأجيال بالقيم التي يجسّدها تراث بلادنا التاريخي. [القانون
التوجيهي للتربية] ؛
- توعيـة التلاميذ بانتمائهـم لهويـة تاريخيـة جماعيـة
مشتركة، مكرّسة رسميا بالجنسية الجزائريـة. [القانون التوجيهي للتربية].
2.1
مساهمة المادّة في تحقيق الملمح الشامل: تساهم مادّة التاريخ في تحقيق الملمح الشامل للمتعلّمين
في مرحلة التعليم الابتدائي من خلال تحقيق
الكفاءات الشاملة للمادة:
-
توظيـف أدوات ومفاهيم المادّة للتموقع في
الزمن، واعتماد مصادر المعلومة التاريخية في فهم التسلسـل التاريخي، والاستدلال
على انتمائه الوطني؛
- توظيـف الكرونولوجيا لتحديد المراحل الكبرى من
التاريخ الوطني الحديث والمعاصر، مبديا اعتـزازه بمآثر وبطولات شعبه؛
- ربـط الصلة بين الأحداث والذاكرة الجماعية لشعبه، مبديا اعتزازه بهويّته
وانتمائه، بعد الكشف عن أهمّ محطّات تاريخ
الجزائر عبر العصور.
3.1 طبيعة الموارد
المجنّدة: يرتبط بناء
مفاهيم التاريخ في مرحلة التعليم الابتدائي، بالتوظيف التدريجي لموارد معرفية
وموارد منهجية عبر مختلف الأنشطة، يتناول
فيها المتعلّم مصطلحات ومفاهيم أوّلية بسيطة، مثل: الحدث، الزمن، الماضي،
التاريخ المَعْلمي، التقويم التاريخي، الفترة، المرحلة، الخط الزمني؛ حتّى نصل
به إلى الربط بين المفاهيم تحضيرا للتحكّم في مفاهيم التاريخ، مثل التطوّر والسببية، التحوّل والمواقع الرمزية
والشخصيات التاريخية في المراحل اللاحقة.
وقد تمّ تصنيف الموارد في ثلاثة ميادين
مهيكلة للمادّة، مزاوجين بين المقاربة الكرونولوجية والموضوعاتية
:
–
أدوات
ومفاهيم المادّة ؛
–
التاريـخ
العـامّ ؛
– التاريـخ الوطني.
4.1 مساهمة المادّة في التكامل مع المواد الأخرى: تساهم مادّة التاريخ في التكامل مع الموادّ الأخرى، من
خلال ما توفّره من مفاهيم ومصطلحات كمعارف مشتركة بين هذه المواد، ومنها على
الخصوص:
- اللغة
العربية: لكونها لغة التعليم والتعلّم، فإنّ مادّة التاريخ
بطبيعتها تكوّن موردا من الموارد التي تعزّز العربية مكتسبات المتعلّم اللغوية، وتثريها بما
تتضمّنه من مفاهيم تاريخية، ونصوص مختلفة ترتبط بالتموقع في الزمن، ومسمّيات الأحداث والمعالم، والشخصيات التاريخية؛
- الجغرافيا: ترتبط مادّة التاريخ
بالجغرافيا ارتباطا وثيقا، إذ تعالجان مفاهيم ومصطلحات تتعلّق بالزمن والمكان، مثل تاريخ وتطور الظاهرة
الجغرافية؛
- التربية المدنية: توفّر مادّة التاريخ مفاهيم
ومصطلحات يتم توظيفها في الحياة المدنية والحياة الديمقراطية ومؤسّسات الجمهورية
كالدولة، ونظام الحكم؛
- الرياضيات: ترتبط بمادّة
التاريخ حيث تكامل المادّتين باستخدام الأعداد في بناء الكرونولوجيا، والتواريخ
المعلمية، والمعطيات الإحصائية، وتطوّر الحدث
التاريخي، كتوظيف الحساب في ضبط المراحل التاريخية وربط الأحداث بأزمنتها؛
- التربية
الإسلامية: توظّف
التربية الإسلامية التاريخ من خلال التأريخ لأحداث إسلامية وترتيبها، وإدراك
تطورها.
- التربية
العلمية والتكنولوجية: توظّف مادّة
التاريخ معالم التطوّر العلمي والتكنولوجي من اجل فهم ظواهر التطوّر التاريخي والتحوّل.
تعليقات